"لم يكن الطب حدثاً عادياً"
لم يكن دخولي للطب حدثاً عادياً، ولم يكن شغفي بهِ
كَأي شغف. حينما علمت بقبولي في الطب، شعرتُ بأنني رأيتُ حُلمي، تحسسّته بين يدايّ،
ذلك الحلم الذي كبر فيني ومعي. ذلك الحلم الذي رتّلتْهُ أمي في دعواتها في صلاة الليل
وليالي القدر. لطالما أرادت أمي أن يدرس أحد أبنائها الطب، لذلك دخولي للطب لم يكن
حدثاً عادياً أبداً.
مضت سنتان تعلمتُ فيهما الكثير، أخذ مني الطب الكثير
وأعطاني أكثر مما أخذ، علمني الإيمان وحسن الظن بالله، فَ في خلال هاتين السنتين حاولت
الاستسلام مراراً ولكن في كل محاولة للاستسلام يرسل الله لي رسائله لكي أتقوى بها.
أذكر مرة كنتُ في يأس شديد وكنت أبكي، كنتُ قلقة بشأن الاختبارات والعلامات، فتحت كتاب
الله وكانت: (إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا) أول آية قرأتها. كان
شعوراً أشبه بَشعور طفل فزع لحضن أمه خائفاً من كابوس جاءه بالمنام، لا بل كان شعور
أحنّ وألطف فهو حضن الله. زادني الطب تعلقاً بالله لذلك لم يكن حدثاً عادياً أبداً،
تعلمت الشجاعة، كنْ شجاعاً في أحلامك، فالخوف لا
يُحقق أحلاماً. كن شجاعاً أمام الفشل وواجه وتخلص منه قبل أن يقضي عليك، كن شجاعاً
أمام ذلك الصوت الداخلي الذي سيخبرك أنك لن تنجح، لا تستمع له وإلا سيضيع منك حلمك،
كن شجاعاً فمن لا شجاعة له لا حُلم له.
تعلمت أن الواحد للجميع والجميع للواحد، لذلك أقسمت
بأن أبذل كل ما بوسعي لأمهد الطريق لمن هم معي ومن هم بعدي وأكون أنا المعين والمرشد
والدليل، كنت دائماً أدعو الله أن أكون نوراً لهم، نوراً يهتدون بهِ ويسلكون الطريق
بسلام.
ومازال الطب يعلمني وسيضل، لذلك لم يكن دخولي للطب
حدثاً عادياً وأدعو الله أنه لا يكون عادياً أبداً في يومٍ من الأيام.
وختاماً أقول لكم: الله الله في أحلامكم، فلا تدعوا
صعوبات الحياة تمنعكم من تحقيقها، الله الله في أحلامكم، فَلا تُضيّعوها ولا تتنازلوا
عنها ولا تنسوها من دُعائكم .
- زينب يوسف.
تعليقات
إرسال تعليق